اعملي لولادك عروسة المولد بالفوم وفرحيهم بخطوات سهلة وبسيطة جدا".. كانت هذه نصيحة إحدى الأمهات على أحد جروبات النساء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن صنعت لابنتيها "عائشة" ذات الـ 5 سنوات و"تاليا" ذات الـ 3 سنوات، عروسة المولد بـ"الفوم جليتر".
ُُ
ليست "زينب" وحدها التي لجأت إلى صنع عروسة المولد في منزلها لتدخل البهجة على أطفالها، فطالما أن أسعار تلك العرائس البلاستيكية المزينة بالتُل والستان لا تستطيع شرائها الكثير من الأمهات بعد ارتفاع أسعارها التي تجاوزت سعر الواحدة منها لـ 100 جنيه، لم يصبح أمامهن حيلة إلا أن يبتكرن في صنع العرائس بأيديهن بأقل تكلفة.
تقول أسماء سعد، إنها ذهبت للأسواق تتفحص أسعار عرائس المولد لتشتري اثنان لابنتيها "فريدة وفيروز" فوجدت أن أقلهما سعرا وأصغرهما حجما يكاد يصل إلى حجم كف اليد يبلغ سعر الواحدة 30 جنيها، وتعلم أن ابنتيها لن يفرحا بها لصغرها، فعادت إلى منزلها تفكر كيف تسعدصغيرتها وفي الوقت ذاته لا تحمل منزلها أعباء مالية إضافية.
تضيف أسماء، المدرسة بإحدى المعاهد المدرسية لـ"مصر العربية"، أنه تبادر إلى ذهنها أن تبطق شيئا مما تفعله لتلاميذها، فهي اعتادت أن تصنع أشياء عديدة بالورق الملون "فوم جليتر" ضمن أنشطة المدرسة، وبحساب التكلفة للعروستين وجدت أنها لن تبلغ أكثر من 20 جنيها، فسعر الواحدة من "الفوم" 2 جنيه ونصف فقط.
وتقول أية أشرف، مدرسة، إن الأمهات دائما ما يجدن أنفسهن في مأزق بين سعادة أطفالهن وبين غلاء الأسعار، لاسيما في المواسم والأعياد، لذا عليهن أن يتعلمن الشغل اليدوي حتى يوفرن الكثير من النفقات التي تذهب على مثل هذه الأشياء، إذ تخطى سعر عروسة المولد الصغيرة هذا العام الـ 120 جنيها وتراوحت أسعار العرائس الكبيرة من بين 150 إلى 200 جنيها، بحسب قولها.
وتشير "أية" لـ"مصر العربية" إلى أنها اعتادت أن تعيد تدوير الأشياء المستهلكة والقديمة في منزلها، حتى أنها تحافظ على ورق "الكرتون" أو "العلب" أو الخردوات، فحتما ستحولها في يوما إلى "لعبة" لأطفالها" يفرحون بها، ففي عيد ميلاد ابنتها قبل أيام اشترت "تورتة" وحافظت على "الكرتون" الذي كان يحملها لتجعله "بطانة" لعروسة المولد التي ستصنعها لطفلتها.
وتوضح أية إن صنع عروسة المولد في المنزل يحتاج إلى أدوات بسيطة ورخيصة جدا، ربما تكون متوفرة بالفعل في أي منزل، وهي "كرتون" يتم قصه على شكل عروسة، وورق جلاد ملون أو "فوم جليتر" تقصه على شكل فستان، ثم تلصقه بالصمغ أو الشمع على الكرتون، مشيرة إلى أن هناك طرق كثيرة متوفرة على "اليوتيوب" لطرق صنع عرائس المولد.
"علياء طه" صنعت هي الأخرى عروسة مولد لابنتها من ورق "الفوم" وقررت أن تشارك تجربتها مع نساء جروب "تسعيرة كروشيه"، وأخذت تسرد لهم كيف صنعتها بأقل التكلفة بدلا من شراء تلك العرائس البلاستيكية باهظة الثمن، ونصحتهن بأن يشترين "الفوم اللي بيلزق" ليكون أسهل في الاستخدام.
بينما لجأت أمهات أخرى إلى صنع عرائس المولد من خيوط "الكروشيه"، وهكذا فعلت "نهال مجدي"، فرغم أن الكروشيه ليس رخيص الثمن، ولكنها لم تتحمل أي تكلفة، فهي صنعت عروسة ابنتها من باقيا الخيوط الفائضة لديها من صنع أدوات أخرى صنعتها بيديها أيضا.
وكذلك أيضا صنعت ليلى العامري عروس مولد لابنتها بالكروسيه، إذ أحضرت عروس قديم متهالكة، وصنعت لها فستانا بالكروشيه، وأحاطتها بورق "الفوم الجليتر".
أما "دعاء ياسر" فلجأت إلى شراء الخزر لتصنع منه عروسة لصغيرتها، هو أيضا ليس مكلفا كما لو انها اشترت عروسا من الأسواق، بل أنها تشعر بالفخر لأنه أهدت ابنتها عروسا من صنع يديها.